كتبت الأستاذة هيلة المشوح عبر مقالتين تتحدث فيهما أن القوى الباثة للتحريض، وإن كنا نحصر التحريض سابقا في من يؤلب على الدولة أو يقود شبابنا على إنكار كل مسلمات الخير في بلادنا واعتبارها كفرا يستوجب الجهاد، هي فترة مرت بالبلاد وجنينا منها ما جنينا، تمثل في حمل البعض من شبابنا للقتال في معارك مجانية، حتى تهيأ أولئك الشباب لحرب الشوارع والانتقال إلى داخل الوطن وإحداث الفوضى وتدمير كل ما هو قائم.. هذا التحريض جابهته قوة الدولة ودفاعها عن وجودها وسيادتها التي استطاعت النجاح بامتياز.
بينما كانت مقالتا الأستاذة هيلة مركزتين على أن تحريض التيارات المتطرفة الحركية انصب على الكتاب والمفكرين والأدباء في البلد، وهذه الفئة هي التي وقفت منفردة لمجابهة تلك التيارات المتعددة، وخلال العقود الأربعين الأخيرة كان الكتاب يواجهون أعتى المخططات لتغيير العقل الاجتماعي المحلي وجعله ناقما على كل من يعارض توجههم، ولأن الشارع كان معبأ تماما من قبل التحريضيين المتطرفين بأن كل من كتب ما هو إلا ضد الدين وليس فيه من خير، وإذا لم يستطيعوا عزله ومنعه من الكتابة فمن الجهاد التضييق عليه والسعي لقطع رزقه، ومنعه من الكتابة إن استطاعوا، وقد يسر الله للبلاد إعلاما لم يكن مخترقا، فكان الكتاب يكتبون من خلال الوسائل الإعلامية الرسمية، وهنا اكتشف المحرضون أن الملعب الإعلامي ليس لديهم وسيلة لتقويض مكانة الكتاب وظيفيا، فلجأوا إلى تشويه سيرة الكتاب بكل أنواع التهم، وقد كان بعض الشارع مهيأ أيضا للتصديق بما يقوله هؤلاء عن هذه الفئة، وفي ظل التحريض بعدم قراءة ما يقوله ويكتبه أولئك الكتاب أصبحت المسافة بعيدة بين التحريض والوعي. لقد اتبع المحرضون المتطرفون وسيلة إغلاق العقل والحث على اتباع ما يقال أو ما يتم التوجيه بقراءته، والتصديق بما يقال سواء عن كتاب أو رجال دولة، وكان الهدف الوصول إلى السلطة، ولم يكن يزعجهم سوى الإعلام وما يكتب فيه من قبل الكتاب، وفي فترة الصحوة كانت الشكوى مريرة من الصحف والمجلات بأن من يقودها حداثيون وأفكارهم تقف ضد الدين، في تلك الفترة لم يكن حيا لمقاومة التحريضيين سوى الكتاب، فكانت الحروب متبادلة، الكتاب يتجهون إلى كشف وسائل الاحتواء الجمعي بإغلاق منافذ التفكير وحجب أقوالهم وكتبهم، بينما المحرضون المتطرفون يتهمون الكتاب بمعاداة الدين، وظلت هذه المناوشات حتى اكتشاف شهوة الإسلاميين الحركيين للوصول إلى السلطة، الآن ومع الانفتاح الاجتماعي وكشف زيف الخطاب المتطرف انتقل التحريض بصورة مغايرة، فقد تم إسقاط تهمة أن الكتاب معادون للدين وظلت تهمة أعداء الوطن هي العصا التي يهدد بها أولئك المحرضون كل من لا يزال في خندقه متخذا من مهمة الكشف سلاحا لمواجهة ما لم يكشف بعد من قبل تلك الفئة الحاملة للدين كتكسب والبقاء داخل المؤسسات والهيئات كجمر تحت الرماد.
هذه هي القصة أستاذة هيلة، ولن يختفوا بل سوف يلبسون ألف قناع من أجل البقاء وإن ظهر أحدهم فهم يضحون بشاة نافقة.. هذه هي كل الحكاية.
بينما كانت مقالتا الأستاذة هيلة مركزتين على أن تحريض التيارات المتطرفة الحركية انصب على الكتاب والمفكرين والأدباء في البلد، وهذه الفئة هي التي وقفت منفردة لمجابهة تلك التيارات المتعددة، وخلال العقود الأربعين الأخيرة كان الكتاب يواجهون أعتى المخططات لتغيير العقل الاجتماعي المحلي وجعله ناقما على كل من يعارض توجههم، ولأن الشارع كان معبأ تماما من قبل التحريضيين المتطرفين بأن كل من كتب ما هو إلا ضد الدين وليس فيه من خير، وإذا لم يستطيعوا عزله ومنعه من الكتابة فمن الجهاد التضييق عليه والسعي لقطع رزقه، ومنعه من الكتابة إن استطاعوا، وقد يسر الله للبلاد إعلاما لم يكن مخترقا، فكان الكتاب يكتبون من خلال الوسائل الإعلامية الرسمية، وهنا اكتشف المحرضون أن الملعب الإعلامي ليس لديهم وسيلة لتقويض مكانة الكتاب وظيفيا، فلجأوا إلى تشويه سيرة الكتاب بكل أنواع التهم، وقد كان بعض الشارع مهيأ أيضا للتصديق بما يقوله هؤلاء عن هذه الفئة، وفي ظل التحريض بعدم قراءة ما يقوله ويكتبه أولئك الكتاب أصبحت المسافة بعيدة بين التحريض والوعي. لقد اتبع المحرضون المتطرفون وسيلة إغلاق العقل والحث على اتباع ما يقال أو ما يتم التوجيه بقراءته، والتصديق بما يقال سواء عن كتاب أو رجال دولة، وكان الهدف الوصول إلى السلطة، ولم يكن يزعجهم سوى الإعلام وما يكتب فيه من قبل الكتاب، وفي فترة الصحوة كانت الشكوى مريرة من الصحف والمجلات بأن من يقودها حداثيون وأفكارهم تقف ضد الدين، في تلك الفترة لم يكن حيا لمقاومة التحريضيين سوى الكتاب، فكانت الحروب متبادلة، الكتاب يتجهون إلى كشف وسائل الاحتواء الجمعي بإغلاق منافذ التفكير وحجب أقوالهم وكتبهم، بينما المحرضون المتطرفون يتهمون الكتاب بمعاداة الدين، وظلت هذه المناوشات حتى اكتشاف شهوة الإسلاميين الحركيين للوصول إلى السلطة، الآن ومع الانفتاح الاجتماعي وكشف زيف الخطاب المتطرف انتقل التحريض بصورة مغايرة، فقد تم إسقاط تهمة أن الكتاب معادون للدين وظلت تهمة أعداء الوطن هي العصا التي يهدد بها أولئك المحرضون كل من لا يزال في خندقه متخذا من مهمة الكشف سلاحا لمواجهة ما لم يكشف بعد من قبل تلك الفئة الحاملة للدين كتكسب والبقاء داخل المؤسسات والهيئات كجمر تحت الرماد.
هذه هي القصة أستاذة هيلة، ولن يختفوا بل سوف يلبسون ألف قناع من أجل البقاء وإن ظهر أحدهم فهم يضحون بشاة نافقة.. هذه هي كل الحكاية.